قال الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن الله تبارك وتعالى، لم يخلق الخلقَ ليتعزز بهم من ذلة
، ولا ليستكثر بهم من قلة، فهو الكبير المتعال، وهو المنعم المتفضل، ﴿ وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾.
وأضاف أن عبادة الله، حق واجب له على عباده، فمن أجلها نصبت الموازين، ونشرت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، وانقسم الناس فيها إلى مؤمنين وكفار، ومتقين وفجار، وأصل العبادة، توحيد الرب جل جلاله، ولقد أفاض الله في كتابه، بذكر الأدلة، وضرب الأمثلة، وبيان دلائل الوحدانية، وبراهين التفرد باستحقاق العبادة. آثار العبادةوأفاد بأن من آثار العبادة، حلاوة الإيمان والطاعة، فلا يزال العبد في أداء العبادات، والإكثارِ من الأعمال الصالحات، حتى يصير الذكر أنيسه، والقرآن جليسه، والصلاة قرة عينه، والصيام متعته، فيحييه الله حياة طيبة، فيكون من أطيب الناس عيشاً ، وأشرحهم صدراً ، وأقواهم قلباً ، وأسَرهِّم نفساً، فتراه في أشد الكروب والخطوب، وعند حلول الهموم والغموم، يفزع إلى الصلاة، فيناجي فيها ربه، ويبثُّ إليه شكواه وهمه، يتذكر قول الرب جل في علاه: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ...
ونبه إلى أن من آثار العبادة كذلك تكفير الذنوب والخطايا؛ والعفو عن الزلات والرزايا؛ ففي صحيح مسلم: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي عَالَجْتُ امْرَأَةً فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ، وَإِنِّي أَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا، - أي: استمتع بها دون الجماع -، قال: فَأَنَا هَذَا، فَاقْضِ فِيَّ مَا شِئْتَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَقَدْ سَتَرَكَ اللهُ، لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ، قَالَ: فَلَمْ يَرُدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ...
وبين أن العبادةُ ليست منحصرة في أركان الإسلام، بل العبادة أشمل من ذلك وأعم، فهي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال، الباطنة والظاهرة، فيدخل فيها عبادة القلب واللسان، والجوارح والأركان، كمحبة الله وخشيته، والصبر لحكمه، والتوكل عليه، والرضا عنه وبه، وخوفه ورجائه، والإنابة إليه، والحياء منه، ونحو ذلك من العبادات القلبية.
واستشهد بما جاء أنه لما سئل مُعاذ رضي الله عنه عن صلاته في الليل، قال:"أما أنا فأنامُ وأقومُ فأحتَسِبُ نومَتي كما أحتَسِبُ قَومَتي"، رواه البخاري، فكان رضي الله عنه يحتَسِبُ الأجرَ في النوم، كما يحتَسِبُه في قيامِ الليل؛ لأنه أراد بالنوم التقَوِّي على العبادة والطاعة، وإن من فضل الله وكرمه، وجوده ومنته، أن من ترك الحرام، وابتعد عن الآثام، خوفاً من الله، ورجاءً ثوابِ الله، عُدَّ ذلك من طاعاته، وكُتِبَت له في ميزان حسناته، فتصبح حياة المسلم كلها عبادة، كما قال الله جل في علاه: ﴿ قُلْ...
Malaysia Latest News, Malaysia Headlines
Similar News:You can also read news stories similar to this one that we have collected from other news sources.
من هو خطيب صلاة الجمعة في المسجدين الحرام والنبوي؟.. «الشؤون الدينية» توضحفي الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك، يستعرض «الوطن» خطيب يوم الحمعة في كل من المسجد الحرام والنبوي، بالإضافة إلى الأمور المستحب فعلها في هذا اليوم.
Read more »
خطيب المسجد الحرام: العبادة لا يقبلها الله إلا بشرطين وأصلينأوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ ماهر المعيقلي، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه، وتجنب مساخطه ومناهيه.
Read more »
خطيب المسجد الحرام: صيام ست من شوال فضل ومنة للعبادأوصى الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب
Read more »
خلال العشر الأواخر.. شئون الحرمين توفر خدمات خاصة لذوى الهمم داخل المسجد الحرامتوفر الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لقاصدي المسجد الحرام من ذوي الهمم والاحتياجات الخاصة خدمات خاصة، خلال شهر رمضان الكريم، خاصة فى العشر الأواخر منه.
Read more »
ماذا يحدث لمن أحيا ليلة القدر بالطاعات؟ خطيب المسجد الحرام: 5 عجائبقال الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني ، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الله سبحانه وتعالى قد قضى في ليلة القدر أن يكون كل عمل من أعمال الخير والعبادة والذكر فيها بقدر جزاء
Read more »
خطيب المسجد الحرام: كل خير وعبادة وذكر فى ليلة القدر يعادل عمل 83 سنةقال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني فى خطبة اليوم الجمعة: ' أن شهر رمضان شهر عظيم حقاً شرف الله به هذه الأمة المحمدية.
Read more »